قابوس إرثٌ خالد

جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور

طيب الله ثراه

2020-1940

جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور طيب الله ثراه

  ولد جلالته -رحمه الله - فـي مدينة صلالة بمحافظة ظفار، فـي 18 شوال 1359هـ/ الثامن عشر من نوفمبر 1940م. نشأ فـي مدينة صلالة «مسقط رأسه» وتربى فـي كنف ورعاية والده السيد سعيد بن تيمور (1351-1390 هـ /1932-1970م) شب على الأخلاق والشيم العربية الأصيلة، وعلى المبادئ والقيم الإسلامية الكريمة. تلقى جلالته -رحمه الله- علوم اللغة العربية والدين الحنيف فـي سنوات عمره المبكرة على أيدي أساتذة أجلّاء اختارهم المغفور له والده بعناية، ودرس الصفوف الابتدائية فـي المدرسة السعيدية بصلالة، ثم أرسله والده لإتمام تعليمه إلى المملكة المتحدة، حيث تلقى تعليمه فـي إحدى المدارس الخاصة فـي سافوك.

نشأته العسكرية والسياسية

  التحق جلالته - رحمه الله - بعد تخرجه من سانت هيرست بإحدى الكتائب البريطانية العاملة فـي ألمانيا الغربية لمدة ستة أشهر، مارس خلالها أصول القيادة، وواجبات الأركان. وعند نشأته السياسية ، عاد جلالته بعد ذلك إلى المملكة المتحدة، وتلقى تدريباً خاصاً فـي أسلوب الإدارة فـي الحكومة المحلية هناك لمدة سنتين، أعقبها بجولة استطلاعية طويلة فـي عدد من الدول الصديقة، استغرقت ثلاثة أشهر، ثم عاد جلالته بعدها إلى البلاد فـي عام 1383هـ / 1964 م ، وهي الفترة التي تلقى فيها تدريبات واسعة في أسلوب الإدارة وحضر العديد من الدورات التخصصية في التنظيم والإدارة للدولة.

العودة إلى أرض الوطن وتوليه مقاليد الحكم

  وهي الفترة التي تلت جولته حول العالم ليستقر في مدينة صلالة ويتعمق في دراسة الدين الإسلامي وحضارة وتراث وتاريخ سلطنة عمان وذلك بدعم وإصرار من والده، وتشمل هذه الفترة مرحلة الحرب والتمرد في ظفار عام 1965م، وكيف تولى صاحب الجلالة المغفور له الحكم بعد والده وأهم الأحداث التي سبقت ذلك. وتولى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد - رحمه الله - مقاليد الحكم في البلاد في 23 يوليو 1970م. وفي هذا اليوم انبثق فجر جديد على عمان وأهلها، وانطلق نور الأمل يضيء أرجاء الوطن.


إنجازاته العسكرية

  إن الأعوام الخمسين الماضية قد شهدت نقلة نوعية وكمية هائلة، وأرست دعائم تنموية وحضارية لعمان في كل مجالات الحياة على امتداد أرضها الطيبة، وعلى نحو يحقق ما تمناه وخطط له جلالة السلطان قابوس بن سعيد - رحمه الله - فقد شهد القطاع العسكري خلال سنوات النهضة المباركة نقلة نوعية وكمية عظيمة في العدة والعتاد وفي كافة المجالات التي تعنى بها خدمة لهذا الوطن الغالي، حتى غدت شاهدا من شواهد المنجزات العظيمة للنهضة العمانية ، بفضل الرؤى الحكيمة والتوجيهات السديدة من لدن المغفور له بإذن الله تعالى، حيث حققت قوات السلطان المسلحة منجزات وطنية عظيمة يأتي على رأسها أولا وقبل كل شي تمكنها من الدفاع عن الوطن وبسط مظلة الأمن والاستقرار محققه النصر المبين على قوى العدوان في 11 ديسمبر من عام ١٩٧٥م، ليصبح هذا التاريخ يوما للقوات المسلحة تحتفي به سنويا، وانطلقت قوات السلطان المسلحة من خلال هذا اليوم الماجد للأخذ بالأسباب التي تمكنها من الاستمرار في حمل شرف الأمانة دفاعا عن الوطن وصون منجزاته. كما اهتم جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة -رحمه الله - بتطوير شامل لجميع أسلحة القوات المسلحة ، وتحديث للأجهزة والمعدات ووسائل النقل والقوى البشرية بما يضمن تحقيق الكفاءة والجاهزية القتالية، هذا فضلاً عن الدور الإنساني المستمر الذي تضطلع به قوات السلطان المسلحة في تقديم العون والمساعدة للمواطنين في مختلف المجالات. يقترح عرض أهم إنجازات صاحب الجلالة المغفور له بإذن الله في قوات السلطان المسلحة على مدى العقود الخمسة المنصرمة منذ ١٩٧٠ إلى ٢٠٢٠م وتكون بالتدرج الاتي: ١٩٧٠-١٩٧٥ ١٩٧٥-١٩٨٠ ١٩٨٠-١٩٨٥ ١٩٩٠-١٩٩٥ ١٩٩٥-٢٠٠٠ ٢٠٠٥-٢٠١٠ ٢٠١٠-٢٠١٥ ٢٠١٥-٢٠٢٠ من خلال هذه الفترات المختلفة يتم عرض الصور والفيديوهات المختلفة لصاحب الجلالة وهو يفتتح المعسكرات والقواعد البحرية ويدشن المنشآت العسكرية الجديدة والاحتفالات الوطنية والعروض العسكرية التي رعاها صاحب الجلالة في ذلك الوقت.




الجانب الشخصي من حياته

  -وهنا يتم عرض أهم الهوايات التي كان جلالته يحب ممارستها في وقت فراغه وهي الهوايات التي ذكرها بنفسه في أحد اللقاءات: ”منذ طفولتي كانت لدي هواية ركوب الخيل فقد وضعت على ظهر حصان وأنا في الرابعة من عمري ومنذ ذلك الحين وأنا أحب ركوب الخيل ولكن في الآونة الأخيرة ولكثرة الأعمال أصبحت الممارسة قليلة جدا إلا أن هذه الهواية لا تزال قريبة إلى نفسي.. الرماية أيضا من الهوايات المحبة كوني تدربت عسكريا. هذه الهواية جزء مهم لكل من يهتم بالنشاط العسكري وعاش في مجتمع کالمجتمع العماني الذي يعتز بكونه يستطيع حمل السلاح عند الضرورة. وكذلك عندي حب التجربة لكل ما هو جديد من أسلحة في القوات المسلحة سواء بندقية أو مدفع رشاش أو مدفع دبابة إلا أن الرماية بالمسدس والبندقية تبقى هي الأفضل وكذلك كنوع من الترفيه استخدام القوس والنشاب. وهناك هوايات أخرى كالمشي، احب المشي منذ الصغر فأجد الراحة قبل الذهاب إلى النوم في أن أقضي وقتا بالمشي على البحر فهو رياضة للجسم وفرصة للتفكير.. كذلك أحب التصوير وكانت لدي هواية الرسم للمناظر الطبيعية في وقت من الأوقات إلا أن الظروف والوقت أصبحا لا يسمحان بممارسة هذه الهوايات والقراءة أيضا كونها هواية إلا أنها أصبحت جزءا من العمل وأصبح من الصعب مطالعة الكتب حسب الهواية إلا ما هو في مجال العمل والحياة اليومية. وأيضا فإن من الهوايات المحببة لدي علم الفلك ومراقبة الكواكب حيث إن لي مرصدا صغيرا آمل تحسينه مستقبلا وعندما تكون الفرصة سانحة في الليالي المناسبة حسب النشرات الفلكية فإنني أقضي بعض الوقت في مراقبة هذه الكواكب السمائية.. وکرياضة كنت ولا زلت إذا ما وجدت الوقت أمارس لعبة التنس كما أحب متابعتها إذا علمت أنها على جهاز التلفاز.. وكذلك أيضا بالنسبة لألعاب القوى فإنني أحب متابعتها.“


لقاءاته مع رؤساء الدول وكبار الشخصيات

  منذ انطلاق مسيرة النهضة العمانية الحديثة بقيادة المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه - وعلى امتداد العقود والأعوام الماضية ، أرسى سياسات سلطنة عمان ومواقفها حيال مختلف القضايا الخليجية والعربية والإقليمية والدولية على أسس ومبادئ وقيم محددة ، ثابتة ومعلنة وفي مقدمتها الإيمان العميق بالسلام والعمل على تحقيقه عبر حّل مختلف القضايا والنزاعات بالحوار والطرق السلمية إدراكا ويقينا بأن السلام والأمن والاستقرار هي ركائز ضرورية ولا غنى عنها لتحقيق التقدم والازدهار للشعوب والدول. هناك الكثير من اللقاءات التي جمعت السلطان المغفور له بإذن الله مع رؤساء الدول من جميع أنحاء العالم تأكيدا وحرصا منه على توثيق علاقات المحبة والمودة والسلام مع جميع الشعوب ، كما كان له الدور الكبير في حل الكثير من النزاعات الدولية. نستعرض هذه اللقاءات ونوثقها تأكيدا لرسالة السلام التي أسسها صاحب الجلالة المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه.


زياراته للمواقع العسكرية

  شكلت الزيارات الميدانية لجلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة -رحمه الله- التي قام بها إلى الوحدات والتشكيلات والقواعد للوقوف على احتياجاتها، منطلقا أساسيا لبناء قوات السلطان المسلحة وإعادة هيكلتها باستمرار بما يحقق التطوير والتحديث، ، ويلبي مهامها وواجباتها الوطنية، ولإدامة الجاهزية زُودت بالأسلحة والمعدات والأجهزة المتطورة، والقوى البشرية المؤهلة والمدربة تدريبا علميا وعمليا، وإقامة التمارين العسكرية المشتركة الكبرى على المستوى الوطني، وأيضا مع القوات المسلحة في الدول الشقيقة والصديقة الهادفة إلى تبادل الخبرات والمعارف العسكرية، وكسب المزيد من المهارات، والممارسة العملية لما فرزته العلوم العسكرية والتقنيات الحديثة، كما هُيئت في قوات السلطان المسلحة جميع السبل الهادفة للتأهيل من خلال إقامة المؤسسات العلمية والأكاديمة المنتشرة في كافة الأسلحة، ومنها : كلية السلطان قابوس العسكرية، وأكاديمية السلطان قابوس الجوية، و أكاديمية السلطان قابوس البحرية، إضافة إلى كلية القيادة والأركان، وكلية الدفاع الوطني التي تعد أعلى صرح علمي أكاديمي للدراسات الإستراتيجية في مجالي الأمن والدفاع في سلطنة عمان.



الخطابات السامية

  إن لصاحب الجلالة المغفور له بإذن الله الكثير من الخطابات ذات العبارات الفارقة الكثيفة المعاني والمكتنزة بالدلالات التي تمثل خارطة طريق، ومنهج عمل، ومبدأ حياة، وحكما خالدة، والتي لها أثر كبير في نفوس جميع المواطنين ، تجاوزت في تنوعها موضوعات العلاقات الدولية والأمن والدفاع، وحوت بالإضافة إليها فصولا عن النظام الدولي وأزمات المنطقة وقضايا السلام، وفصولا أخرى عن الإيمان، وبناء الإنسان، والإصلاح الاقتصادي، إضافة إلى الثقافة والفكر، وهوية الشعب، ودور المرأة، والعلم، والعمل، والرقابة، ومكافحة الفساد، والعدالة، والقضاء، والمساواة، وغيرها من الموضوعات، فنوثقها بأساليب سمعية وبصرية حديثة لتظل خالدة يستقي منها العمانيون الحكمة والرؤية الواضحة. ٣٤. ومن خطابات المغفور له الخالدة لقواته المسلحة :{ نبادلكم شعور الفخر بأنّ قواتنا المسلحة التي تبدأ احتفالاتها عادةً باستعراضها قد خطت خطوات واسعة إلى الأمام منذ تولينا قيادتها. - وإني لا أحبذ الخوض في تفاصيل الأسرار العسكرية - ولكني أترك لها المجال لتعبِّر عن فاعليتها في حماية تراب الوطن والذود عن حياضه، كما قد أثبتت الأحداث قوة، وصلابة رجال قواتنا ضد الأعداء. فتحيةً لكم يا جنودنا البواسل في البرّ، والبحر، والهواء. وإني بكم لفخور… }


وفاة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور رحمه الله

  العاشر من يناير عام ٢٠٢٠م كان يوما حزينا على عمان والعمانيين، فقد فقدت سلطنة عمان سلطانها وحكيمها وباني نهضتها المعاصرة المباركة. توفي السلطان قابوس بن سعيد عن عمر ناهز الثمانين عاما لم تخبُ أو تهن عزيمته خلالها عن متابعة مسيرته التي اختطها في سبيل إكمال ما بدأه منذ خمسين عاماً.

قائمة الصور